إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 9 مايو 2019

الثبات على الاستقامة


الثبات على الاستقامة
منقولة باختصار وتصرف
الحمد لله، الحمد لله خلق الخلائق وقدَّر لها أقواتَها وكفاها، سبحانه وبحمده، أجزل عطاياه لعباده فنِعَمُه لا تتناهى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، أقام أركان الملة، وأعلى ذُراها، صلى الله عليه وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أزكى الأمة، وأبرها وأتقاها، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، أوصيكم بتقوى الله وحُسْن الخُلُق، فاتقوا الله -رحمكم الله-، فكل ابن آدم خطاء فاستَتِرُوا ولا تُجَاهِرُوا، واستغفروه ولا تصروا، وإذا أسأتم فأحسنوا، السعيد من اعتبر بأمسه، ونظَر لنفسه، والمحروم مَنْ جمَع لغيره وبخل على نفسه، والحازم من لم يؤجل عمل يومه لغده، واعلم يا عبد الله أن غنى غيرك لا ينقص من رزقك، وسعادته لا تؤخذ من سعادتك، فَكُنْ حَسَنَ الخُلُق طَيِّبَ القلبِ، تحبك القلوب، والزم الشكر والصبر والاستغفار، (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) أيها المسلمون: ما سُمِّيَ القلبُ قلبًا إلا لتقلبه، تقلبه بإذن الله الظروفُ والمؤثرات، وتتجاذبه عوامل الخير وعوامل الشر بين لَمَةِ المَلَكَ بالخير، ولمّة الشيطان بالشر، بين تثبيت الملائكة واجتيال الشياطين، وفي التنزيل العزيز: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ) [الْأَنْعَامِ: 110]، وقد بيَّن لنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عجيب صنع الله في أحوال هذا القلب، حينما أتى -عليه الصلاة والسلام- بهذه الصيغة وهو يُقْسِم: “لَا وَمُقَلِّبَ الْقُلُوبِ” (رواه البخاري). وفي قوله -عليه الصلاة والسلام- كثيرا: “يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ” قالوا: أوتخاف يا رسول الله؟ قال: “وَمَا يُؤَمِّنُنِي وَالْقَلْبُ بَيْنَ أُصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، يُقَلِّبُهُ كَيْفَ يَشَاءُ” وفي لفظ آخر: “إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ” (رواه أحمد، والترمذي) وإسناده صحيح.
عبادَ اللهِ: ولئن كان القلب محل التقلب فهو محل الثبات؛ ولهذا كان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- كثيرا ما يقول: “يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ” (أخرجه ابن ماجه والترمذي) وما مُنح العبدُ منحةً أفضلَ من منحة الثبات في القول والعمل، يجد ثمرة ذلك في حياته كلها، وأعظم ما يجده حينما يكون في قبره، (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [إِبْرَاهِيمَ: 27]، والثبات –حفظكم الله- هو دوام استقامة المسلم على الحق والهدى، أمام مثيرات الفتن ودواعي الهوى وبواعث الشهوات، وقد قال أهل العلم: “إن من علامات توفيق العبد وثباته أنه كلما زاد علمُه زاد تواضعه وازدادت رحمته بالناس، وكلما زاد عمله زاد خوفه وحذره، وكلما زاد ماله زاد سخاؤه وكرمه وإنفاقه، وإذا امتد به العمر قل به الحرص وضعف تعلقه بأهل الدنيا وتتبع أخبارهم“.
معاشر المسلمين: وإذا كان ذلك كذلك فقد ذكر أهل العلم جملة من الوسائل والأسباب التي تعين على الثبات في مواقف الفتن والمتغيرات:
وأول الأسباب وأهمها: تحقيق التوحيد قولا وعملا واعتقادا، وتحقيق العبودية التامة لله وحده ومعرفة الله حق المعرفة؛ فمن كان بالله أعرف كان منه أخوف، قال عز شأنه: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فَاطِرٍ: 28]، ويتجلى ذلك بالإيمان بأقدار الله، وتفويض الأمور إليه، وحسن التوكل عليه، عجبا لأمر المؤمن وإن أمره كله خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، ولا يكون ذلك إلا لمؤمن، فيكون العبد ملازما لمقام خوفه، مشفقا من سلب التوفيق، وقد أمر المؤمن بالإيمان وما ذلك إلا للثبات والاستمرار فقال عز شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا) [النِّسَاءِ: 136]، وقال عز شأنه: (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا) [الْمُدَّثِّرِ: 31]، ويقول طلق بن حبيب: اتقوا الفتن بالتقوى.
ومن أسباب الثبات عباد الله: لزومُ الطاعاتِ والعملِ الصالح، والاستقامةِ على الخير حسب الطاقة والاستطاعة ولزوم الجادة وحب الخير وبذله للناس واحتساب الخير والأجر عند الله، وصاحب الطاعات والأعمال الصالحة لا يخزيه الله أبدا.
ومن أسباب الثبات: ملازمةُ العلماءِ والرجوعُ إليهم، يقول عز شأنه: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النَّحْلِ: 43]، وقال جل وعلا: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النِّسَاءِ: 83]، فملازمة العلماء عصمة من الضلال والانحراف، يقول الحسن البصري -رحمه الله-: “الدنيا كلها ظلمة إلا مجالسُ العلماء”. والصدور عن توجيهات أهل العلم من أعظم السبل للوقاية من الفتن، والعصمة من الانحراف، والاستقامة على الثبات.
ومن الأسباب: مصاحبةُ الصالحين والأخيار؛ فالمؤمنُ مرآة أخيه، والمؤمن أخو المؤمن يَكُفّ عليه ضيعتَه؛ أي: يمنع خسارته ويحوطه من ورائه؛ أي: يحفظه ويصونه ويدافع عنه ويثبِّته، يقول عز شأنه: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ) [الْكَهْفِ: 28].
ومن أعظم الأسباب: الدعاء والتضرع والانطراح بين يدي الله الرب الرحيم مقلب القلوب والاشتغال بذكر الله ومناجاته وحُسْن التعلق به، وقد افترض الله على عباده أن يسألوه الهداية في كل ركعة من صلاتهم في قوله عز شأنه: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الْفَاتِحَةِ: 6]، قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: “ولولا احتياج العبد ليلا ونهارا إلى سؤال الهداية لما أرشده الله إلى ذلك؛ فإن العبد مفتقر كل ساعة وحال إلى الله -تعالى- في تثبيته على الهداية ورسوخه عليها وتبصره بها، وازدياده منها واستمراره عليها؛ فإن العبد لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله“.
ومن الأسباب: ملازمة كتاب الله -عز وجل-، قال عز شأنه: (كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ) [الْفُرْقَانِ: 32]، وقال عز شأنه: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ) [الْأَنْعَامِ: 104]، فتأمل –حفظك الله- العلاقة بين كتاب الله والبصيرة؛ (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ)؛ وإذا رُزِقَ العبدُ البصيرةَ فرَّق بين الحق والباطل، والمصلحة والمفسدة والسنة والبدعة، والمؤمن في زمن المتغيرات والفتن أحوج ما يكون إلى البصيرة؛ فنورها يبدد ظلمات الفتن، يقول حذيفة -رضي الله عنه-: “لا تضرك الفتنة ما عرفت دِينَكَ، إنما الفتن إذا اشتبه عليك الحق بالباطل”.
ومن أسباب الثبات: العملُ بالعلم وبما تعرفه من الأحكام والسنن والآداب، يقول عز شأنه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) [النِّسَاءِ: 66-68]، ومن عمل بما علم رزقه الله علم ما لم يعلم، ومن ثمرات ذلك كله التقوى؛ قال عز شأنه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الْأَنْفَالِ: 29].
ومما يجمع ذلك كلّه: حسنُ ظن العبد بربه، وتمامُ التعلق به، يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: “والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حُسْن الظن بالله -عز وجل-، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله -عز وجل- الظنَّ إلا أعطاه الله ظنَّه ذلك؛ بأنه الخير بيده”.
والمؤمن حين يُحسن الظن بربه لا يزال قلبه مطمئنا ونفسه آمنة، تغمره السعادة والرضا بقضاء الله وقدره وخضوعه لربه.
والمسلم حين يحسن الظن بالله تراه كلما رأى المتغيرات ازداد نشاطا في بيان الحق والدعوة إليه، ونشر الفضائل ومحاربة الرذائل؛ فيكون من الصالحين عند فساد الناس والمصلحين لما أفسد الناس.
معاشر الأحبة: ومن أعظم وسائل الثبات: اليقين بأن العاقبة للتقوى وأن وعد الله حق؛ فيصبر المؤمن على ما يقولون ويصبر لحكم ربه ويعلم أن دين الله محفوظ وجند الله منصورون، قال عز شأنه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [الصَّفِّ: 9]، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “كما أن الله نهى نبيه أن يصيبه حزن أو ضيق ممن لم يدخل في الإسلام في أول الأمر فكذلك المؤمن منهي أن يحزن عليهم أو يكون في ضيق من مكرهم. وكثير من الناس إذا رأى التغير في بعض أحوال أهل الإسلام جَزِعَ وكَلَّ وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن ما يصيبه فهو بذنوبه أو بتقصير منه، وأن وعد الله حق، وليستغفر لذنبه وليسبِّح بحمد ربه بالعشي والإبكار.
نسأل الله تعال  الثبات على دينه حتى الممات (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إِبْرَاهِيمَ: 27].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين ومن كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
...........................
الخطبة الثانية:
الحمد لله العلي الكبير، (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الْمُلْكِ: 14]، أحمده -سبحانه- وأشكره، أعطى الكثير، ورضي من عباده باليسير، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي من عذاب السعير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، ربُّه مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الأطهار وأصحابه البررة الأخيار والتابعين، ومن تبعهم بإحسان وعلى طريق الحق يسير، وسلَّم التسليمَ الكثيرَ.
أما بعد: فيا عباد الرحمن: اعلموا أن من أعظم وسائل الثبات عبادات الخفاء، فاجعل بينك وبين الله سريرة صالحة لا يطلع عليها إلا الله، فإنها علامة الإخلاص والتوفيق، وهي من أعظم أسباب الثبات، كما أن معاصي الخفاء هي من أسباب الانتكاس عن الاستقامة أولا ثم عن الدين ثانيا عياذا بالله تعالى، فلا يكن اللهُ أهون الناظرين إليك.
 واستمتعوا يا عباد الرحمن برمضان فهو روح الروح وسعادة القلب وانشراح الصدر لمن وفقهم الله لاغتنامه والجدِّ في المسارعة فيه للخيرات، وما هي إلا أيام حتى تغرب شمس آخر أيامه وتطوى صحائف أعمال العباد فيه فموفق مرحوم، ومخذول محروم.
 عباد الله: صلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمد رسول الله؛ فقد أمركم بذلكم ربكم في محكم تنزيله فقال وهو الصادق في قيله قولا كريما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الْأَحْزَابِ: 56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك وإكرامك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وخذ الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفِّق إمامَنا وولي أمرنا بتوفيقك، وأعزه بطاعتك، وَأَعْلِ به كلمتك، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين، ووفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.
اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماءهم، واجمع على الحق والهدى والسنة كلمتهم، وَوَلِّ عليهم خيارهم، وأعذهم من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود، اللهم سدِّد رأيهم، وصوِّب رميهم، واشدد أزرهم، وقوِّ عزائمَهم وثبِّت أقدامَهم، واربط على قلوبهم، وانصرهم على مَنْ بغى عليهم، اللهم أيِّدْهُم بتأييدك، وانصرهم بنصرك، اللهم وارحم شهداءهم، واشف جرحاهم، واحفظهم في أهلهم وذرياتهم، إنك سميع الدعاء.
اللهم عليك باليهود الغاصبين، فإنهم لا يعجزونك، اللهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
على الله توكلنا (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [يُونُسَ: 85]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)