إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 يونيو 2022

الرضا بالإسلام دينًا (فضل الإسلام)

 

الرضا بالإسلام دينًا (فضل الإسلام)

 

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال. أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل. أما بعد؛ فاتقوا الله عباد الله، واستمسكوا بدينه، واعلموا أن أعظم نعمة بإطلاق هي نعمة الإسلام، فلا تضاهيها منّة ولا تقاربها نعمة، فقد تفضّل  الله علينا وأتمّ النعمة به، بل قد رضيه سلمًا لمرضاته ومحبته والفوز لديه والفلاح عند لقائه، قال تعالى: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )، وقال تعالى: ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ)، وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فلله الحمد كله أوّلًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا كما ينبغي لجلال وجهه وعزّته وعظمته وكماله وجماله وجلاله.

عباد الرحمن؛ على  المؤمن الناصح لنفسه المبتغي الدرجات العلى والنعيم المقيم والجوار الكريم أن يصلح ما وهن من دينه، ويرفأ شقوق ثوب إيمانه، ويشدّ حبله الوثيق مع ربه بالعلم واليقين وخالص العبادة وصادق الدعاء، ويزداد الأمر حين يفسد الناس وتشتد غربة الدين ويصبح صاحب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منفورًا غير مرغوب لدى أكثر ناسه، والعابد القانت نادرًا غريبًا، وتأملّ هذا الحديث الصحيح ويدك على قلبك واسأل ربك العفو والعافية، فعن مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يذهب الصالحون الأوّل فالأوّل، ويبقى حُثَالةٌ كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة". (1)

 "وفي الصحيح عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ؛ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ الْيَهُودُ. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ النَّصَارَى. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ.

 فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً؟! قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ".(2) وفيه أيضًا عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ. فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". (3) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ الأديان أحبُّ إلى الله؟ قال: "الحنيفيَّةُ السَّمْحَة". (4)

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسّه النار، وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعرّ جلده من خشية الله إلا كان مثله مثل شجرة يبس ورقها، فبينما هي كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتّ عنها ورقها، إلا تحاتّت عنه ذنوبه كما تحاتّ عن هذه الشجرة ورقها، وإن اقتصادًا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنّة".

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "يا حبّذا نوم الأكياس (5) وإفطارهم كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم! ولمثقال ذرة من برّ مع تقوى ويقين، أعظم وأفضل وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغترّين".

 واعلموا عباد الله أن الله لا يقبل غير الإسلام؛ قال الله تعالى: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85) وقال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ) (آل عمران: من الآية19) وقال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (الأنعام: من الآية153). قال مجاهد: "السُّبُل: البدع والشبهات". وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" أخرجاه، (6) وللبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله قال: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى!" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟! قَالَ: "مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى". (7)

وعن أَبُي هُرَيْرَةَ رَضِيً اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَجِيءُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَتَجِيءُ الصَّلَاةُ فَتَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَا الصَّلَاةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، فَتَجِيءُ الصَّدَقَةُ فَتَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَا الصَّدَقَةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الصِّيَامُ فَيَقُولُ: أَيْ يَا رَبِّ أَنَا الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ تَجِيءُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكَ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّك عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الْإِسْلَامُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنْتَ السَّلَامُ وَأَنَا الْإِسْلَامُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، بِكَ الْيَوْمَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي". (8)

 

عباد الرحمن؛ لا بد من الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه؛ قال الله تعالى: ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) (النحل: من الآية89) . ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فقال: "أمتهوِّكون (9) يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، ولو كان موسى حيًّا واتبعتموه وتركتموني ضللتم". وفي رواية: "ولو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتّباعي". فقال عمر: "رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا". (10)

عباد الله؛ لا يجوز الخروج عن دعوى الإسلام؛ قال تعالى: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا)(الحج: من الآية78) وعن الْحَارِثَ الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ، وَالْجِهَادُ، وَالْهِجْرَةُ، وَالْجَمَاعَةُ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّم" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: "وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ". (11) (12)

 بارك الله لي ولكم..

.............

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه، أما بعد؛ فاتقوا الله عباد الله، والتزموا الإسلام كله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)(البقرة: من الآية208)، وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِك)(النساء: من الآية60) وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ )(13) قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ )(آل عمران: من الآية106): تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل البدع والاختلاف. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً". قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: "مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي". (14)

عباد الرحمن؛ تأملوا كلام الصادق المصدوق (15) في هذا المقام خصوصًا قوله: "مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي". فيا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة! والحديث رواه الترمذي، ورواه أيضًا من حديث أبي هريرة وصححه، ولكن ليس فيه ذكر النار، وهو في حديث معاوية عند أحمد وأبي داود وفيه: "أَنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ". (16) وتقدم قوله: "وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّة". (17)

واستعيذوا يا عباد الله من مضلات الفتن، فعن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ"، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ"، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، فِتْنَةٌ عَمْيَاء، وَدُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا"، قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ"، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ". أخرجاه. (18) وزاد مسلم: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مَعَهُ نَهْرٌ وَنَارٌ، فَمَنْ وَقَعَ فِي نَارِهِ وَجَبَ أَجْرُهُ وَحُطَّ وِزْرُهُ، وَمَنْ وَقَعَ فِي نَهْرِهِ وَجَبَ وِزْرُهُ وَحُطَّ أَجْرُهُ"، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟، قَالَ: "ثُمَّ هِيَ قِيَامُ السَّاعَةِ". قال أبو العالية: "تعلّموا الإسلام، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام، ولا تنحرفوا عن الصراط يمينًا ولا شمالًا، وعليكم بسنة نبيكم، وإياكم وهذه الأهواء".(19)

وعَنْ ابن مَسْعُودٍ قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطًّا ثُمَّ قَالَ: "هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ"، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: "هَذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ"، ثُمَّ تَلَا: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)(الأنعام: من الآية153) (20) (21)

معاشر الحنفاء؛ هنيئًا لمن ثبت في غربة الإسلام، فكان به غريبًا، قال الله تعالى: (فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ )(هود: من الآية116)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ". (22) وفيه: من الغرباء؟ قال: "النُّزَّاعُ مِنَ القَبَائِل". (23) وفي رواية: "الْغُرَبَاءُ الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاس". (24)

وَعَنْ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا ثَعْلَبَة؛ كَيْفَ تَقُولُ فِي ِهَذِهِ الْآيَةِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)(المائدة:105)؟"، فَقَالَ: "أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمْ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ؛ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّابِرُ فِيهِنَّ كَالْقَابضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ". قلنا: "مِنَّا أَمْ مِنْهُمْ؟"، قَالَ: "بَلْ مِنْكُمْ". (25) (26) اللهم اجعلنا منهم.

اللهم صل على محمد..

.......................

 

1.   البخاري (6434) قال البخاري عقب تخريجه الحديث: "يقال: حُفالة وحُثالة". وفي رواية: "لا يباليهم الله بالًا". وفي أزمنة الفتن فرصة لحصد أجور لا تتأتّى في غيرها، وأزمنة الفتن ليست شرًّا محضًا، ففيها للعابدين الصابرين الثابتين خيرًا كثيرًا، والعاد في زمن الفتن له أجر خمسن من الصحابة المرضيين.

قال البغوي في شرح السنة (14 / 393): "حفالة التمر: رذالته، ومثلها الحثالة، والفاء والثاء يتعاقبان، كقولهم: ثوم وفوم، وجدث وجدف. وقوله: "لا يباليهم الله بالة" أي: لا يرفع لهم قدرًا، ولا يقيم لهم وزنًا، يقال: باليت بالشيء مبالاة وبالية وبالة، يقال: ليس هذا من بالي، أي: مما أباليه". وبنحوه في النهاية في غريب الأثر (1 / 411)

2.   البخاري (2268)

3.   مسلم (856)

4.   أحمد (2107) وقال محققو المسند: صحيح لغيره.

5.   الأكياس: جمع كيّس، وهو العاقل الفطن الحازم.

6.   البخاري (3/241) مسلم (5/132)

7.   البخاري (9/114) ( 7280 )

8.                   أحمد (2/362) (8727) قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عباد بن راشد ثقة، ولكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وقال الهيثمي في المجمع (10/348): فيه عباد بن راشد، وثّقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وصححه أحمد شاكر في المسند (16/302) وضعفه الألباني في السلسلة (5780) والأرناؤوط في المسند (8742)

9.                   التهوّك: الشك والتردّد والحيرة.

10.                   أحمد (15156) قال محققو المسند: إسناده ضعيف لضعف مجالد. وحسّنه الألباني في مشكاة المصابيح (1 / 38)

11.                   مسند أبي يعلى (3 / 140) (1571) قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح. والترمذي وحسنه (2863) وصححه الألباني في المشكاة ( 3694 ) والتعليق الرغيب ( 1 / 189 - 190 )

12.                   قال ابن باز رحمه الله تعالى في شرح كتاب فضل الإسلام (1 / 22): "وهذا تحذير من دعوى الجاهلية "يا آل فلان، يا آل فلان. لا، يا أهل التوحيد يا أهل الإيمان، كلهم إخوة، إذا جاء الحرب لا ينتسبون: يا آل فلان، يا قحطان، يا بني كذا يا بني كذا، لا. هم شيء واحد، فالمسلمون شيء واحد، ولا يحتجون بدعوى الجاهلية. ولهذا لما قال: يا للمهاجرين، وقال الآخر: يا للأنصار، قال صلى الله عليه وسلم: "أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُم". رواه البخاري (4907) ومسلم (2584) فالواجب الدعوى بالإسلام، أيها الإخوة، أيها المسلمون هكذا، عند الاستغاثة والحث يحثهم على القتال باسم الإسلام، وباسم الإيمان".

13.                   قال ابن باز رحمه الله: "هذا هو الواجب الدخول في الإسلام كله وليس ببعضه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) يعني في الإسلام، ويقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ )، ويقول جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً)(النساء: من الآية151). فالواجب هو الدخول في الإسلام كله. يعني: الواجب أن يلتزم المسلم في الإسلام كله صلاة وزكاة وصيامًا وحجًّا وجهادًا، ما يقول: بس أنا أصلي ولا أزكي، أزكي ولا أصوم، لا، يجب أن يلتزم بالإسلام كله".

14.                   الترمذي (2641) واستغربه، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2129) والتحقيق الثاني للصحيحة (1348) وضعفه أيمن صالح شعبان في جامع الأصول (7491) من جهة عبد الرحمن بن زياد الإفريقي.

15.                   قال ابن باز رحمه الله: يعني: "ليلزم الحق ويستقيم على ما سار عليه الصحابة وأتباعهم بإحسان، وأن يحذر أقوال أهل البدع والفرقة والاختلاف: "ثنتان وسبعون فرقة كلها في النار" ما بين كافر وما بين مبتدع وفاسق، لكن أهل السنة والجماعة هم الذين ساروا على نهج الصحابة واستقاموا على الدين، فهؤلاء لهم الجنة والكرامة. أما بقية الفرق فيهم الكافر والمبتدع، وفيهم المخالف للشرع الذي لم يلتزم بالحق".

16.                   أحمد (16937) قال محققو المسند: إسناده حسن، وحديث افتراق الأمة منه صحيح بشواهده. وأخرجه أبو داود (4597) وغيره. قال ابن باز: أسانيده مجتمعة تصل إلى درجة الحسن.

17.                   البخاري (6488)

18.                   البخاري (4/242) ومسلم (6/20)

19.                   قال ابن باز رحمه الله: "يعني: ابتعد عن الأهواء، والأهواء هي البدع احذروها، والزموا الطريق".

20.                   أحمد (4142) قال محققوه: إسناده حسن، من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قال الهيثمي: عاصم ثقة وفيه ضعف. والحاكم (2/318) ووافقه الذهبي.

21.                   قال ابن باز رحمه الله: "وهذا يبين أن الواجب على المؤمن الحذر وألا يغتر بالكثرة، وأن يعتني بالسنة والدليل، وأن يخاف على نفسه ولا يأمن لأن الله تعالى يقول: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99)، يعمل ويجتهد في الطاعة وهو خائف وجل غير مطمئن، بل يَحْذَر البدع ويحذر المعاصي ويتبع أهل الحق ويسير معهم ويبتعد عن أهل الباطل وصحبتهم، هكذا المؤمن دائمًا على حذر. قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (البينة:7)(جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (البينة:8)]، وقال جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (الملك:12)، وقال سبحانه: (فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(آل عمران: من الآية175)، وقال تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (الرحمن:46)، فيجب الحذر وعدم الطمأنينة لرأي فلان ورأي فلان حتى تعلم الدليل من الكتاب والسنة".

22.                   مسلم (145)

23.                   وهذه الزيادة عند أحمد (1/398) قال محققوه: إسناد أحمد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم.

قال البيهقي: "النزاع جمع نزيع ونازع، وهو الغريب الذي نزع من أهله وعشيرته، وأراد بقوله: "طوبى للغرباء" المهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله عز وجل". قلت: والأظهر أنّه عامٌّ لكل غربة في الله تعالى حتى وإن كان في وطنه، بل قد تكون لبعض الناس أشدّ من الهجرة بالبدن، فالغربة غربة الدين بانفراد صاحبه بأمر قام لله فيه وخالفه من حوله، وتزيد غربته إن آذوه لدينه، لذلك فالمهاجر لله داخل في معنى الغربة دخولًا أوليًّا، وبالله التوفيق.

24.                   أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن ( 25 / 1 ) وصححه الألباني في الصحيحة (1273)

25.                   البخاري في خلق أفعال العباد (155) وأبو داود (4341) والترمذي ( 4/99 ) قال الألباني في السلسلة (3 / 94) (1025): "وقال الترمذي: حديث حسن غريب. كذا قال، وفيه عندي نظر، فإن عمرو بن جارية وأبا أمية لم يوثقهما أحد من الأئمة المتقدمين غير ابن حبان، وهو متساهل في التوثيق كما هو معروف عند أهل العلم، ولذلك لم يوثقهما الحافظ في "التقريب"، وإنما قال في كل منهما: "مقبول" يعني عند المتابعة، وإلا فليّن الحديث كما نص عليه في "المقدمة" من "التقريب".

ثم إن عتبة بن أبي حكيم فيه خلاف من قبل حفظه، وقال الحافظ فيه: صدوق يخطئ كثيرًا، فلا تطمئن النفس لتحسين إسناد هذا الحديث، لا سيما والمعروف في تفسير الآية يخالفه في الظاهر، وهو ما أخرجه أصحاب السنن وأحمد وابن حبان في صحيحه ( 1837 ) وغيرهم بسند صحيح عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قام فحمد الله، ثم قال: يا أيها الناس؛ إنكم تقرأون هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)، وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه يوشك أن يعمهم بعقابه". وقد خرجته في الصحيحة ( 1564 ). لكن لجملة "أيام الصبر" شواهد خرجتها في الصحيحة أيضًا، فانظر تحت الحديثين ( 494 و957 )

26.                   قال ابن باز رحمه الله: "هذا فيه الحث على الاستقامة في الغربة، وأنه ينبغي للمؤمن أن يستقيم ويحرص على الاستقامة عند غربة الناس، ولا يغتر بكثرة الهالكين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما تلا الصديق هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)، قال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ؛ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابِهِ". (رواه أحمد (1 / 177) وغيره، وهو أول حديث في مسند الصديق عند أحمد، وصححه الألباني).

 وقوله: "لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ": من الهداية، الأمر بالمعروف، ولا يضر الناس من ضل إذا استقاموا وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، بعض الناس يظن أنه إذا اهتدى يعني: إذا أدى الطاعات الخاصة، وهذا غلط، فمن الهداية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. هؤلاء هم الغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس ويصلحون ما أفسد الناس، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتمسكون بالقرآن حينما يتركه الناس، فالغرباء هم: أهل الصلاح والاستقامة وتنفيذ الأوامر والدعوة إلى الله عند فساد الزمان وتغيّر أهله".

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق